أصدر برنامج «دراسات عن إسرائيل» في «مدى الكرمل- المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة» ورقة بعنوان «تأمُّلات أوّليّة في مقاربات "هولوكوستيّة" إسرائيليّة لحرب الإبادة في قِطاع غزّة»، للدكتور مهنّد مصطفى، المدير الأكاديميّ لبرنامج دعم طلبة الدراسات العليا في مدى الكرمل.
تتناول الورقة توظيف إسرائيل، منذ تأسيسها، قضية "الهولوكوست" اليهوديَّ لأغراض سياسيّة، وتوضّح أنه خلال الحرب على غزّة، ازدادت كثافة استعمال مصطلحات رافقت الحقبة النازيّة والهولوكوست، بدءًا بوصف حماس أنّها حركة نازيّة، ووصف يحيى السنوار بأنّه هتلر، ووصْف حالة المحتجَزين والرهائن الإسرائيليّين بأنّهم كمن خرجوا من معسكرات اعتقال النازيّة، ووصْف الحرب والتدمير في قِطاع غزّة بأنّها حرب مشروعة كما فعلت دول التحالف في تدمير المدن الألمانيّة، حيث إنّ شَرْعَنة التدمير وقتل الناس تستوحي جزءًا من شرعيّتها من العمليّات التي نفّذتها القوّات الجوّيّة ضدّ المدن الألمانيّة.
ترمي الورقة إلى مناقَشة المقارَبة الهولوكوستيّة لحرب الإبادة في قِطاع غزّة التي ظهرت في إسرائيل، من خلال كتّاب إسرائيليّين وإعلاميّين وأكاديميّين ومثقَّفين. وتنبع أهمّيّة هذه المقارَبة في حضورها لأوّل مرّة في تاريخ الصراع في الاتّجاه المعاكس باتّهام إسرائيل بتنفيذ حرب إبادة ضدّ الفلسطينيّين واستخدام مفردات ووقائع هولوكوستيّة لوصف الإبادة الإسرائيليّة في غزّة.
تخلص الورقة إلى أنّ بدء الحديث عن مقارَبات هولوكوستيّة لحرب الإبادة والتهجير في قِطاع غزّة من داخل إسرائيل نفسها يشي بأنّ إسرائيل بدأت تفقد "حصريّتها" على المحرقة اليهوديّة، لا من الناحية الأخلاقيّة فحسب بل كذلك من الناحية السياسيّة، فضلًا عن أنّ الحراك الدوليّ ضدّ إسرائيل لم يَعُدْ يخشى من تكريس حالة الضحويّة الإسرائيليّة، ضحايا الكارثة الأبديّين والوحيدين، وانكشفت أكثر "خيانة" إسرائيل للمحرقة اليهوديّة من حيث إنّها كانت أداة في مجتمع عنصريّ وحكومة فاشيّة لتبرير منع الفلسطينيّين من حقّ تقرير المصير، وإبادتهم والقضاء على قضيّتهم، أي إبادتهم جسديًّا وتهجيرهم وإبادتهم سياسيًّا، وهي أفعال رافقها خطاب وممارَسات لا تختلف عن تلك التي أوصلت إلى المحرقة اليهوديّة، وخلالها.
لقراءة الورقة يرجى الضغط هنا